بيان عام
قرار الضم باطل وغير شرعي
الجولان كان وسيبقى جزءاً لا يتجزأ من سورية العربية
في 14/ 12/ 1981 صادق كنيست المحتلين الصهاينة على قرار ضم الجزء المحتل من الجولان إلى كيانهم الغاصب وفرض جنسيتهم على سكانه العرب السوريين.
ولم تكد تمر 48 ساعة على قرار الضم المشؤوم، حتى أعلن أهلنا الشرفاء الإضراب الشامل في جميع المدارس في قرانا الأربع، مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا، وامتنع المعلمون والطلاب عن الحضور إلى مدارسهم، وتوقفت تماما الحركة التجارية وامتنع العمال عن الذهاب إلى عملهم على الرغم من تهديد ووعيد سلطات الاحتلال وقيامها بحملة اعتقالات طالت العديد من المناضلين الشرفاء من أبناء مجتمعنا.
وإزاء عنجهية الدولة المحتلة وإصرارها على المضي بقرار الضم وفرض قوانينها وتشريعاتها ونظمها الإدارية على الجولان المحتل والهوية الإسرائيلية على سكانه العرب السوريين بالقوة، تداعى الآلاف من أهلنا الشرفاء في قرانا الأربع إلى اجتماع عام في خلوة مجدل شمس ورفضوا قرار الضم جملةً وتفصيلاً ورفضوا استلام الهوية الإسرائيلية وأعلنوا الإضراب الكبير في 14 شباط 1982، وشكل ذلك انتفاضة كبرى في وجه الاحتلال ودليلا جليا وتعبيرا حقيقيا عن تمسكهم بانتمائهم للعروبة وللوطن الأم سورية.
أيها الأهل الشرفاء..
حكام الكيان الإرهابي الصهيوني أرادوا منذ اليوم الأول لاحتلال الجولان سلخه أرضاً وشعباً وهويةً عن انتمائه العريق إلى عروبته وسوريته وإنسانيته، ولكن الجولان لن يكون سوى لأبنائه البررة رغم انف المحتلين ومن يتساوق معهم. وكما كان "قانون الضم" قبل 29 عاما غير شرعي وحبرا على ورق، كذلك هو "قانون الاستفتاء" على الجولان غير شرعي وحبر على ورق: "كنا وما زلنا وسنظل مواطنين سوريين وليست بضع قرارات يصدرها الكنيست ستغير من انتمائنا لوطننا الأم سورية".
ومع قناعتنا التامة بان الاحتلال بكل جبروته وصلفه، أعجز من أن يغير الحقيقة التاريخية بان مصيره إلى زوال مهما طال أمده، ومع ثقتنا المطلقة بمجتمعنا وفخرنا واعتزازنا بانجازات حركتنا الوطنية الجولانية، إلا انه لا ضير هنا من التذكير - ونحن في أجواء هذه المناسبة المشؤومة - بان الاحتلال لم يتوقف يوما عن محاولات زعزعة أركان ثوابتنا الوطنية وزعزعة أركان انتصارنا التاريخي عليه في معركة الهوية والانتماء.
ونحن، في "تجمع الجولان السوري" على ثقة تامة بان حركتنا الوطنية قادرة على صد أي اعتداء يفرضه الاحتلال علينا، ولديها ما يكفي من الإيمان بعدالة قضيتها والعزيمة والإرادة للدفاع دائما عن ثوابتنا الوطنية وصون حقوقنا في مقدساتنا وأراضينا وأملاكنا العامة. وكما انتصر مجتمعنا على الاحتلال وافشل مؤامراته طوال السنين الماضية، هو قادر اليوم وفي المستقبل، على تحقيق انتصارات جديدة.
أيها الأهل الشرفاء..
حركتنا الوطنية بكافة أطيافها وأطرها ومرجعياتها الزمنية والدينية بأمس الحاجة، في ظل التطورات التي شهدها ويشهدها مجتمعنا الجولاني في السنوات الأخيرة، إلى وقفة نقدية شجاعة مع الذات والانطلاق معا إلى الأمام متكاتفين لإعادة تعزيز وتقوية آليات العمل الوطني والاجتماعي المعتمدة على مبدأ التشاور والتنسيق الدائمين بين القوى الوطنية في المرجعيات الدينية والاجتماعية، بحيث لا تنفرد أي جهة كانت، بإدارة شؤون مجتمعنا الجولاني خارج إطار الإجماع العام.
الجميع في قارب واحد والمصلحة الوطنية واحدة، وليست هناك أي جهة مخولة هذا الحق بمفردها، والأهم أنها لن تستطيع بمفردها صون حقوق مجتمعنا والوقوف بوجه ما يخطط له الاحتلال من مشاريع تستهدف ثوابتنا الوطنية وأراضينا وأملاكنا وانتمائنا العربي السوري: فقط عبر تعزيز وحدتنا الداخلية واعتماد مبدأ التشاور والتنسيق والعمل الجماعي بين المرجعيات الوطنية في قرانا الأربع، سيكون بمقدورنا مواصلة الدفاع عن أنفسنا وصون حقوقنا الجماعية.
عاش الجولان عربيا سوريا إلى الأبد!
تحية لكل المعتقلين في سجون الاحتلال وبالمقدمة منهم أسرانا البواسل!
التحية والحب والغار للمقاومة البطلة في عراقنا الحبيب ولبنان وفلسطين!
التحية والحب والتقدير لأبناء شعبنا ولجيشنا الوطني وقيادتنا وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد
الجولان العربي السوري المحتل
"تجمع الجولان السوري"
في الجولان العربي السوري المحتل
14/12/ 2010
